يذكر المصلح: امرأة طلبت الطلاق وقت الملكة فطلب الزوج استرجاع المهر و الهدايا، حاول المصلح إرجاعها فوافقت بشرط الاطلاع على السكن، استدعى المصلح الزوج واستغرب الزوج أنها وافقت على الرجوع، وهي من طلب الطلاق، لما رأت الزوجة السكن عادت وطلبت الطلاق، ومن خلال الجلسات فهم المصلح انخفاض الصحة النفسية عند المرأة ومعاناتها من فقد الثقة والتعنيف منذ نشأتها في الأسرة، اشترط المصلح في الجلسة القادمة حضور الوالدين من كلا الطرفين، ولما حضر الآباء كانوا يمدحون في اسم العائلة ويثنون على ما يعرفون من بعضم، إلا أن المصلح ذكر أن الانفصال هو الأفضل للجميع باسترجاع 40 ألف من قيمة المهر مع الذهب، ذكر الأب عن ابنته أنها كانت معلقة وتأثرت في الدراسة وصرفت من المهر و.. الخ، فسمح والد الابن أن لا يعاد لهم إلا عشرون ألف مع إرجاع الذهب، وتوصل الطرفان مع الحديث والنقاشات قرار التنازل عن النفقة ووقّع الطرفان، بعد فترة اتصلت المرأة على المصلح وكانت تدعو له وتشكر دعمه وحسن إدارته لموضوعها.
ليس دائما الصلح يكون في رجوع الزوجين، بل قد يكون انفصالا عن تراض منهما
يذكر المصلح: عن جلسة صلح كانت متعبة قد أخذت من وقته قرابة التسع ساعات، حتى توصل إلى جمع الطرفين إلكترونيا وذكر لهم أنه سيغلق المكبر ويتحدثان بما يرغبان، وأخذا يتحدثان حتى إذا وصلا مرحلة العتاب دل أن هناك تقبل للأمور، اشترطت الزوجة بعد ذلك بتملك سكن خاص يسجل باسمها، يتوفر خلال الشهرين القادمة، مع المداولة والنقاشات اتفقا على ثلاثة أشهر ابتداء من اليوم مع حسن العشرة وغيره.. استعد الزوج بتنفيذ ما وثق في وثيقة الصلح، ووجههما المصلح باقتراح إعادة قضاء شهر العسل من جديد لأن الزوجة لا يمكنها تقبل الوضع خلال يومين أو ثلاثة أيام بعد زمن طويل من انخفاض الصحة النفسية وتشتت الأبناء.
قد يكون الصلح قريبا.. لكن سكوت الطرفين توصلهما للفرقة!
كانت جلسة صلح حضورية، قدمت إليها الزوجة من مدينة أخرى عازمة على الخلع ومستعدة لدفع المبلغ، وقد كان الأبناء يرتجون المصلح بأن يحاول تمديد الجلسات ليهنأوا بالبقاء مع أبيهم في نفس المدينة. وبعد الجلسة الأولى رأى المصلح أن تؤجَّل الوثيقة للجلسة الثانية مقابل شرطين: الشرط الأول: خروج الطرفين سويًا لمناقشة أمورهم بدون وجود الأبناء، الشرط الثاني: أن لا تعود معه إلى المنزل في حال طلب منها الزوج ذلك خلال هذه الفترة. كانت الشروط تمثل الحيادية فهي تقف مع الزوجة بألا تعود إلى المنزل مع الزوج، وضدها بأن تخرج معه وهي كارهة له. وفي الجلسة الثانية ذكر الزوجين أنهما خرجا سويًا وكان كل منهما قد بادر بإحضار هدية للآخر، وُثّق الصلح بينهما بتراض منهما، وقد كانت ستوثق بالطلاق لولا التريث والمبادرة من الطرفين. هذا الأمر ليس على إطلاقه، ففي بعض الحالات يرى المصلح بحكمته أن الصلح قد يكون ضرره أكبر من نفعه على الطرفين وأولادهم، فيتعذر الصلح من أول جلسة، وتتحسن الصحة النفسية عند الفرقة للطرفين وأولادهم.
تثبت حكمة المصلح عندما يلمح لدقائق الأمور ويلحظ تجاوب الطرفين ويمهلهما، لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
يذكر المصلح: اتصلت بالزوجة لتحديد موعد صلح على دعوى خلع وأبلغتني بأنها غير قادرة على العيش معه على نقيض زوجها الذي رفض أن يطلقها لمحبته لها فهو غير قادر على العيش من دونها على قوله، وبعد محاولات للصلح وافقت الزوجة على العودة بشرط أن يعود ويسكن نفس المدينة التي تسكن هي فيها، رفض الزوج بسبب إقامته في بيت ملك حيث مقر عمله، طلبت منه أن يذهب إليها أولًا ثم يقنعها بالعودة إلى بيته، فاتفقا على الصلح، وعند إرسال وثيقة الصلح لهما للمصادقة عليها، تراجعت الزوجة وطلبت فسخ النكاح مرة أخرى، تحدثت معها وأوصيتها بالتركيز في القرار واستبعاد من يحرّضها على هذا العمل، ما لبثت ساعات إلا وصلتني رسالة منها تخبر عن ندمها والرغبة بالعودة.
المشتتات الخارجية هي عدو التركيز في الحياة الشخصية، يضطرب صاحبها في اتخاذ القرارات الصعبة، ويندم بعد ذلك على إرخاء أذنيه للجميع.
يذكر المصلح: جرى التواصل مع الطرف الأول وقام بالرد ابنه لكونه وكيلا عنه، وأفاد أن والده يرغب بطلاق زوجته الثانية لم يترك مجالا لمحاولة الصلح فقد ذكر أن الوالد قد قرر وانتهى الأمر، جرى التواصل مع الزوجة وأفادت أن زوجها ليس لديه رغبة بالطلاق وقد أنجبت منه بنتا قبل شهرين، وهذا ضغط من أولاده وزوجته الأولى، وذكرت أنها تنازلت عن أمور كثيرة حتى قبلت أن يأتيها فقط بين المغرب والعشاء تفاديا من مشاكل زوجته الأولى، وطلبت الاتصال به شخصيا بدلا من أولاده، وبالاتصال عليه وجمعهما معا جرى تذكيره بحق الزوجة وتنازلاتها السابقة فأفاد بأن زوجته الأولى تمارس عليه ضغط شديد بسبب زواجه، طلبتُ منه إدخال إخوانها لتقليل ضغطها عليه، فطلب تأجيل الجلسة لمناقشة الأمر بينهما، وعند مجيء الموعد المحدّد لم يجب أيًّا منهما على الاتصالات ذلك يعني خير.
قد يرى الآخرون مصلحة أقاربهم بعيون مشوشة تحتمل الخطأ والصواب، صاحب الشأن فقط هو من يستطيع رؤية نفسه بوضوح.
يذكر المصلح: أسند لي طلب الصلح لزوجين من ذوي الاحتياجات الخاصة "صم وبكم" وحضر الجلسة مترجم لغة الإشارة وقمنا بطرح الحلول وتقريب وجهات النظر لاستمرار حياتهما الزوجية، حصل الصلح وأصدرت الوثيقة ببنود اتفقا عليها.
يقدم مركز المصالحة خدمات لكافة فئات المجتمع بمن فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة، وإعطائهم حقهم في هذا البلد المعطاء